٣ أشقاء يبدأون يومهم بفرحة ورحلة إلى المصيف.. وتنتهى بجنازة و٣ نعوش

المكان: أحد المنازل الريفية بمحافظة البحيرة.. الزمان: قبل ٥ أيام تقريبا.. الحدث: أسرة من ٧ أفراد وإلى جوارهم أقاربهم وجيرانهم يبكون ويصرخون فى انتظار جثامين أبنائهم الثلاثة.. غرقوا فى مياه بحر الإسكندرية بعد يوم من التنزه واللعب مع عدد من أبناء الجيران الذين نظموا رحلة ليوم واحد. تفاصيل يوم حزين على الأسرة وأهالى القرية رصدتها «المصرى اليوم» بعدما تلقت اتصالات تليفونية من الجيران يطلبون فيها ضرورة حماية المواطنين من الشواطئ التى تفتقر إلى الأمن.

فى الخامسة من صباح ذاك اليوم استيقظ الابن الأصغر «سعيد على طلبة- ٩سنوات» قبل أن يغسل وجهه. أسرع إلى أخيه الأكبر «محمد- ٢٣ سنة».. طالبه بالاستيقاظ حتى لا يتركهم الأصدقاء ويفوتهم الميكروباص الذى سينقلهم فى رحلة ليوم واحد إلى أحد شواطئ الإسكندرية.. بكلمات ضعيفة طلب محمد من أخيه أن يكمل نومه، وأبلغه بأن الوقت ما زال مبكرا وأن ميعاد الالتقاء مع الأصدقاء هو الثامنة صباحا.

الفرحة كانت تمنع قلب الصغير من النوم.. ظل مستيقظا على فراشه لساعة تقريبا.. تارة يستيقظ ويقلب فى الملابس التى سوف يرتديها فى الرحلة، وتارة أخرى يجذب أخاه «أحمد- ١٨ سنة»، ويطالبه بالاستيقاظ.. وتارة ثالثة يذهب إلى أمه ويطلب منها أن تعد لهم «سندويتشات» الرحلة.. استيقظت الأم وأعدت وجبة الإفطار للأبناء الثلاثة..

قرابة «١٦» شابا وطفلا.. ركبوا الميكروباص.. جميعهم من قريتين متجاورتين.. طوال الطريق لم تنقطع الأغانى والهتافات.. فى انتظار وصولهم.. وبمجرد أن رأوا البحر صاحوا فرحا.. وأخذ كل منهم يستعد لخلع ملابسه داخل الميكروباص للنزول مسرعين إلى المياه قبل أن يفوت الوقت.

على الشاطئ جلس ٤ أطفال عمرهم لا يتخطى السنوات العشر.. نفذوا أوامر إخوتهم الكبار الذين طلبوا منهم عدم النزول إلى البحر بمفردهم ووعدوهم بأنه فى نهاية اليوم سيأخذون بأيديهم إلى المياه.. مرت الدقائق والساعات، وحمل الأشقاء إخوتهم الصغار إلى البحر.. لم تنقطع أصوات الصغار طوال الوقت فرحا بالمياه.

حاول الابن الأكبر «محمد» أن يزيد فرحة شقيقه الصغير، اشترى عوامة وركب عليها الأشقاء الثلاثة.. ونزلوا لمسافات طويلة فى المياه.. وهنا انقطعت الحكاية..

فلا أحد من الشباب يعرف ما الذى حدث.. أخرج المنقذون على الشاطئ الأشقاء الثلاثة جثثا هامدة.. وتحولت الرحلة إلى مأتم. تم نقل الجثث إلى المستشفى.. والشباب منهم استقلوا الميكروباص وعادوا إلى القرية ليبلغوا الأهالى وآخرون بقوا داخل المستشفى.

اللهم امين يارب العالمين

ان لله وانا اليه راجعون
ربنا يرحمهمم