من لايخاف الموت؟.....كلنا نخاف الموت ونحب الحياه ونحب أن يكون لنا رفيق أو صديق فى طريق الحياه ..هذا كان كل ما كانت تبحث عنه منى...انها كانت فى الصف الاول الثانوى عندما ألتقت ب(رنا)، كانوا يلتقون ويتحدثون حتى اصبح لقائهما وحديثهما شىء اساسى فى حياتهما وكان رباط الصداقه بينهما وثيقا لا شىء يقطعه .
ذات يوم كانت منى وأخيها فى السياره متجهين الى المنزل ووقعت حادثه نتج عنها اصابه منى ونقل أخيه الى المشفى .دخلت منى فى غيبوبه لمده أسبوعان وعندما أستيقظت وجدت أن أخيها قد رحمه الله فكان حزن منى على أخيها لايوصف وكانت رنا بجانبها طوال الوقت تساندها وتصلح ما تحطم حتى تعيد لها شخصيتها وروحها التى فقدتهم بفقدان أخيها.
وحاولت منى أن تنسى ما حدث وتعيش على أن أخيها مازال على قيد الحياه , كانت تذهب الى قبره دائما وتحكى له ماحدث معها من مواقف هى وصديقتها الغريزه رنا , فكانت تدعو له دائما وكانت تنزل الدمع على وجهها الرقيق مطالبا بالإستجابه فلم يكن أخوها فى لحظه من اللحظات ذكرى.....وفى يوم من الايام منى فقدت وعيها وتم نقلها على المشفى وبعض ايجراء التحاليل الازمه اكتشف اباها بأن منى عندما ورم خبيث فى المخ ولايتوافر العلاج ويجب اجراء عمليه فى المخ فى بلد اجنبيه ولكن حتى نسبه نجاة منى من العمليه خمسه فى المائه فرفض ابوها خوفاعلى حياه منى ولكن كان معنى رفضه بأنها ستكون لها ايام قليله فى الدنيا فلا يجعلها بقبوله أقل...ومرت الايام وجاء يوم عرفت فيه منى بمرضها فبكت على انها فى يوم من الايام سوف تترك اهلها وسوف تترك صديقتها ..فذهبت الى قبر اخيها تشكى له كعادتها عندما تحزن وقررت ان لاتبيح بهذا السر لاحد حتى ل(رنا) .
وفى كل يوم يشحب وجه منى وتختفى نضارتها رويدا رويدا وتضعف، وتلاحظ رنا ذلك وعندما تسألها ترد منى انه من الارهاق ،ولكن رنا لم تصدق ذلك .
ومرت ايام قليله عرفت فيها رنا بمرض منى بالصدفه وعندما ذهبت الى منى وقالت لها:اننى عرفت انك مريضه لماذا لم تخبرينى؟
فقالت لها منى:من قال لك؟
فقالت رنا لها:وايضا كنت تريدننى ان اجهل هذا الامر
فى ماذا كنت تفكرين؟ هل كنت تعتقدين ننى لن اساعدك؟
امتنعت منى عن الكلام وسالت الدموع من عيناها
وقالت رنا: صمتك يجيب على سؤالى.
وردت عليها منى:لا ،اننى كنت سأقول لكى ولكن ام تأتى الفرصه.
ولكن رنا لم تصدقها وقالت فى نفسها ماذا تخبيه منى عنها ايضا ، وانصرفت رنا وقد سبق دمعها خطواتها،لم تجد منى فى العالم متسع إليها الا عند قبر أخيها وجلست باكيه عند فبره تحكى له انها لم تقصد ان تخفى عنها شىء ولكن الظروف التى حالت دون قولها لها،وكانت فى هذه اللحظات احست رنا خطأها تجاه منى وانها كان يجب عليها ان تخفف ألمها ليس ان تزيد ألمها ألم ، وكانت رنا تعرف مكان منى وذهبت إليها لتعتذر وكانت هذه اللحظات التى ألمت قلبهما وأسقطت دموعهما ، وقررت منى أن تعمل العمليه فتسألت رنا عن نسبه نجاح هذه العمليه،فقالت منى:النسبه ليست كثيره انها .....5%
فتفاجأت رنا:فقط....الا يوجد حل أخر
فقالت منى:لا ،لايوجد حل أخر .
وفى اليوم التالى قالت منى الى والديها قرارها ووافقا على اختيارها ، واستعدت منى للسفر الى الخارج للخضوع الى العمليه.
وذهبت رنا لتودع منى ، وكلتاهما تدرك انه يمكن ان يكون اللقاء الاخير،وودعت الدموع بدلا من الكلام
وفى هذه اللحظه الحزينه اعطت منى لصديقتها العزيزه اغلى ما كانت تملك من ذكرى لاخيها وهى سلسه مكتوب عليها لفظ الجلاله ، اعطاها اخوها لها لكى تحميها ، وقالت لها منى:اذا عدت اعطيها لى واذا لم اعد لاتخلعيها ابدا .
وازدادت الدموع فى هذه اللحظه وقد كانت هى لحظه الوداع.
واتجهت منى الى الطائره ،وهى تعلم انها لن تأتى حيه
وركبت منى ونظرت الى رنا وكأنها سوف تكون اخر مره
ذهبت منى الى امريكا وشاهدت الشوارع والناس ولكنها لم تحس بالمتعه ان تكون فى بلد غريبه ولكنها احست بالوحشه ،بالضيق،بالكره،احست بالكثير من الاحاسيس التى لم تتصف بها نفسها
وذهبت الى المشفى وشرعوا فى الاختبارات والفحوصات التى تسبق العمليه
وفى يوم العمليه احست منى بالخوف من شىء قد يحدث لها ولكن لم تعلم ما هو؟ او لام تريد ان تعلم ماهو!
وقاموا الاطباء بتخديرها وغابت منى عن العالم وفجأه....
توقف قلبها عن النبض وخرجت روحها وتشاهد الاطباء وهم يحاولون استعادتها وشاهدت اخيها وهو يقول لها عودى الى جسدك ان الله قد منحك فرصه لبدأ حياه جديده هناك اناس كثيرون قد يتأثرون برحيلك ، وعاد النبض الى قلبها.
وتعلمت منى من هذه الرؤيه وفرحت انها عادت حتى تبقى مع اهلها وصديقتها للأبد.
وعادت منى الى وطنها وهى تغمرها السعاده انها عادت لكى تلتقى ب(رنا) ولكنها لم تجدها فى المطار وتعجبت منى وام تجيب رنا على الهاتف ،تسالت منى ماذا حدث لكى يمنعها من الحضور او الرد على الهاتف؟
ولم تتردد فى الذهاب الى منزلها وعندما فُتح لها الباب وجدت امها تبكى بكاء مرير وسألتها عن سبب هذا البكاء قالت:ان رنا قد رحمها الله فى الليله التى سافرتى فيها يا منى.
تفاجأت منى وكأن احد قد احرق جسدها وهى حيه حتى اصبح رمادا،ولم تصدق وذهبت مسرعه الى قبرها و وجدت اسمها على القبر فأنهارت منى من البكاء وتمنت لو كان قد توفاه الله فى العمليه وفجأه......
ظهرت روح اخيها مره ثانيه ولكنه لم يكن بمفرده بل كانت معه رنا ويقولان لها:مستعده حتى تبقى معنا .
وقالت منى :نعم،اننى مستعده كل الاستعداد.
وفى نفس اللحظه توقف قلب منى عن النبض ولكن فى هذه المره كان سعيدا بذلك.